Uncategorized

انا شجرة الياسمين / الشاعر عبد الرزاق سعدة

أنا شجرة الياسمين


ضحكت قليلاً .. ثم تساقطت العبرات
لملمتها وهي تخفيها … خوفاً
من إفتضاح أمرها !
مالك ياأُختاه مالذي يبكيكِ نحن مثلكِ
ورود وأشجار ؟
أنا شجرة الياسمين …
مديني دمشق …
وأنا غريبة بينكم ارحلوا فلن تُثمروا هاهنا !
وستبقى سماء دمشق لعطري …
أنا شجرة الياسمين …
أنتم … أنتم الغرباء سترحلون يوماً ما أما أنا سأبقى هنا …
فوق ترابها …
في قاعها قابعة مثل قاسيون …
كقلعتها الصامدة وأسوارها المتباعدة
أنا دمشق … أنا قاسيون …
أنا الأم الحنون … أنا ليلة العيد …
أنا شجرة الميلاد المجيد
أنا مهبط عيسى …أنا المنارة البيضاء
مآذني تعانق السماء …
أنا أرض الميعاد
ومن ترابي خلق آدم أبو الأنبياء
أنا دم هابيل النازف … انا بلد الأمجاد
أنا بلد الأسياد … أنا معاوية … انا مروان
أنا ابن تيمية … أنا التاريخ لآلاف السنين .
أنا شجرة الياسمين
إرحلوا عني أو سأحيل حياتكم إلى جحيم ونار
سيشهد التاريخ يوماً أنكم كنتم هنا
وسيخلد على صفحاته حجم الدمار
وأنكم لن تنعموا بالإستقرار !
فأنا دمشق موطن الأحرار
أنا اليرموك … أنا حطين
أنا ميسلون … أنا شجرة الياسمين
أنا الشام الحزين …
نزفت جروحي بمافيه الكفاية
وأشرفت روحي على النهاية
مزقتم أحشائي ودمرتم أحيائي
واستبحتم نسائي وقتلتم أبنائي
أغربوا ياحفنة دولارات يابراميل الذهب الأسود …
اغربوا ياعمائم الصفراء والسوداء يادببةً بيضاء …
يامزيج الزرنيخ والبارود … يا خليفة القرود …
ستظل الشام أرضي … غصباً عنكم
وسيبقى الأمل موجود … أنظر إليه
نظرة المسْتَجّْدي …
نظرة إلى آفآقٍ جديدة سيراها كل من مرَّ من هنا
وسيطبع على جبينك يا شام ألف قبلة وقبلة …
غداً سيترقرق الماء من جديد في بردى …
وتعود أوراق الخريف المتساقطة تنبت مع الأزهار الملونة على أغصانك الصامدة في وجه الريح العاتية
وحبات البرد المدمرة
وستُكتب بمداد القلب الأحمر لشبابنا
ألف قصة وقصة
ولن تعود عواصف الموت الصفراء
إليك ممزوجة بشهب الشرق
وستبقين حرة … يامدينة الياسمين …
يازهور البيلسان على ضفاف قلبي
ياقناديل الصفصاف المترامية على أطراف دروبي
سأسير في ظلالك ذات يوم من جديد …
سيبقى الأمل موجود …
حتى ولو كان بعيد …
أراه يقترب … وعد ربي لايخلف الله وعده
إن ربي حميدٌ مجيد …
إن ربي فعالٌ لما يريد …


بقلم : عبد الرزاق سعدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى