صار وليمة لقومية الدود .. الشاعر الزهر دخان
قصيدة *صار وليمة لقومية الدود * للزهر دخان
– صاروليمة لقومية الدود
إنتهى عهد القدماء…
نهاية بشهادة الشُهود…
وقد كسرت حياتنا القيود..
تاريخ تقبل فكرة الفناء..
وجهل توقف عن الصمود
صار الماضي راضي بالإنتهاء
ورُسمت بينه وبين الغد الحدود
رُدم الأمس بقدرتهِ على الحياءِ
صَار وليمة لقومية الدود
حُرر الحسُ من قبضةِ جَهلاء
ومن مذهب ذهاب لا يعود
قتل الله قاتل الندماء
زمن الخليفة الحقود
قلل الله من دمهِ في الدماء
ببركةِ دُعاء غير مردود
فلاَ خابَ لنا اليوم رَجَاء
ولا فلت لنا حُشود
هذا شُعور الشُهداء
وللحق أكاليل الورود
وليصمت شرفُ الجبناء
والغل في صدور القرود
وليصمت العويل والعواء
والنداب ولطم الخدود
الأرض أرضاها الإبتلاء
وزلزال قدرهُ الودود
والنجم على كتف السماء
رداً على من جند الجنود
فكيف يُرجى له الشفاء
وهو ماضي للقعود
فيه عبيد للبيع والشراء
وفيهِ ثورات ضد المعبود
فيه سَواد عنترة بن السوداء
عَبد من قدماء الأسود
فيه جارية عينها عمياء
أحبت وأنا لست موجود
وناقة لا رَسول لها ورجزاء
وقلوب الصخر وثمود
وجياد تغلب الحَرشاء
وألقاب تمجد النمرود
وبٸر مُسممة الدلاء
عذب مَاٸها ملك للعنود
وحدث ولا حَرج عن الغلاء
إذا أصبح الثمن ثأرا أو جحود
إن الماضي فعلاً داحس وغبراء
وأمس البسوس الموعود
منذ وعدت به أسماء
وجساس يهلك المسعود
اليوم أجدر بالبهاء
ولوخنقه كورونا بالموت المَمدود
اليوم تكتب تاء
تحيا الجزائر وتقود
اليوم تكتب باء
بيعة للوطن وسجود
اليوم تكتب حَاء
حرية والزاهق سفود
اليوم تكتب رَاء
رب الحق المحمود
اليوم تكتب خاء
خوفٌ في قلب اليهود
اليوم تنطق الاَّء
ويزهر للربيع مليار عود
اليوم تبدأ بالراء
رسالة إسلام يَسود
ولا ينتهي أمر الهاء
هِداية على وقع صوت البارود
وباقي حُروف الإخاء
ذات الأكل المحصود
ونار هزمها الإطفاء
فباتت كعظيمٍ مرمود
وأحذية بالأثار الغراء
خيطها دَوما مشدود
وإستدامة حُب السمراء
بالوشم على الزنود
بمابشرة بث العَراء
في عصر لا تخفى فيه النهود
في عصر الضحك بدل البكاء
طريقكَ يا ولدي ليس مسدود
إبتسم وسُحقاً للإستحياء
ويكفك فخراُ أن الزاني هو المجلود
إنقسم وسحقاً للولاء
وأسكر بكل عنقود
يا ولدي إن عَلو الشرفاء
يأتي بعد الخوف من الرعود
ومن وجد نفسهُ في العلياء
يدعي إتقان الصعود
يا بنيتي وبنت حَواء
ليس الأمس إلا كحلاً وعود
يَا أخيتي غدر الأمس نساء
وحكم اليوم لصالح أم المَولود
