اعمال ادبيةتوثيقات

أحبوا حد الجنون .. الشاعر توفيق ركضان القنيطري

أحبوا حد الجنون

الغمازة على خد
أزهر به الجلنار
وهالات النور
على مبسم مرمر
كأنها الأقمار
في حضرة الحسن
يحلو التيه
وتطيب متعة
الأسفار
من راقني محياها الصبوح
غجرية من كوكب الجمال
دعج غنج ودلال
وآه من حور
حراسه الأشفار
ودقن مرسوم
كياقوتة
وفاحم يحجب المدى
إن هفهفته نسيمات الربيع
وجبين بشموخ نخل العراق
وحضن دافئ آمن
كقلعة منيعة
تحفها الأسوار
وقدمين إن تهاديا
أسفر عن بياض ساقيهما
نقر خلاخل
كأنهم وجع نايات
كأنهم الأوتار
لها تيك العذبة اللمى
أشهى مورد
حر قبلها
أقداح خمرة معتقة
تروي العطاشى
يناجيها الندماء
والسّّمار
وصلها يم مغرق
الأرواح تفديها
لا يخيفها
رغم عتو موجه
العوم والإبحار
للفردوس حوره
وحوريتي
مدهشة كأندلس مفقود
لها ألف معتمد
وألف بن زيدون
إن هتفت وا حباه
جاءتها قوافل العشاق
تترى
مهرها لآلئ
زبرجد وأزهار
لله در الفاتنات
وما أصبغ عليهن
رب الجمال
من آلاء البهاء
يذهب من عشقهن
الخجل والوقار
كم من مُتوارٍ
في عتمة غياهب البين
يعدد خيباته
تغشاه
من ذوات الحجال
على حين غرة
الأنوار
فيستعيد شرارة
مشاعره
يستحيل قيسا
بعذب أشعاره
وعنترة بيده
سيفه البتار
وقع الحب
على القلوب الظمآنة
والأرواح العطشى
كمواكب بهجة
الصحراء
حين تداعب أديمها
الأمطار
أحبوا حد الجنون
فما جدوى حياة
دون عشق
لعمري كحقل
أصابه
وجفاء المزن
اليباس والبوار

توفيق ركضان القنيطري المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى