أينَ اللهُ؟ .. الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أينَ اللهُ؟
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
اللهُ؟ أينَ اللهُ مِنْ إنسَانِ … قد غاصَ في شَرٍّ، و في عُدوَانِ؟
مِن كلِّ صَوبٍ قادِمٌ إعصَارٌ … في موجةِ التَّخرِيبِ و الطُّغيَانِ
قد غابَ وجهُ اللهِ عنْ مَشرُوعٍ … اِختارَهُ الإنسَانُ في عِصيَانِ
أفتَى بِظُلمّ، زادَهُ استِفحَالًا … كُرهٌ و بُغْضٌ، ليسَ مِنْ إيمَانِ
إيمانُ بعضٍ عاقِرٌ، لم يُنتِجْ … إلّا شُذُوذًا، صارَ كالإدمَانِ
فيهِ مصيرُ النّاسِ في أخطَارٍ … في قَبْضَةٍ مِنْ رَغبَةِ الشَّيطَانِ
اللهُ لا نَخشَاهُ، إذ أصبَحنَا … في عُهدَةِ الإجرَامِ و البُهتَانِ
لَسنَا على وعيٍ، و لا إدرَاكٍ … إنّا فَقَدْنَا الأمنَ بِالشُّطآنِ
عِشنَا، و عاقَرْنا هُمُومًا زادتْ … غاصَتْ رُؤى الآمالِ بالأحزَانِ
تُهنَا، فأنْكَرْنَا وُجُودَ اللهِ … في نَفسِنَا أصبَحنَا كالعُمْيَانِ
كُلٌّ يَخُونَ الكُلَّ، ما إنصافٌ … في منطقِ الأخلَاقِ و الإحسَانِ
الدّهرُ قاسٍ في مَدَى أحكامٍ … و الغَدرُ و الأطمَاعُ بِالإنسَانِ.