اعمال ادبيةتوثيقات

أيها الموتُ .. الشاعر إلهام التونسي

___أيها الموتُ في حضنِ غزة ___

دَعوني أُزَحْزِحُ الغيمَ عن وجهِ السماءِ
دَعوني أُغدِقُ الروابي صيحةً
على ظلمِ الطغاة
دَعوني أُعرِي الرَّوْضَ من فُلِّهِ
لي سكنٌ فيه
لي رائحةٌ وانتساءُ
لي جَدٌّ يَئِنُ والزّيتونُ
لي طفلٌ يَحْفُرُ نعشهُ
يراقصُ شروداً
وآبنُ اليَمامِ
دَعُوا الموتَ في حضن غزَّةَ
يَعصُرُ رحيق َ الوردِ فداء
يَزُفُّ الشهيدَ
أيها الموتُ في حضنِ غزة
لي جداولُ دمعٍ تَروي جنانَ
القدسِ
لي كبدٌ شَقَّهُ الوجعُ لمْ
يَستكِنْ لجرحهِ
لي امجادٌ لا تطالها شمسٌ
لي احلامٌ قزَّمَها الخوفُ
أبادَها الخدلانُ
أيها الموتُ في حضنِ غزة
إِني ألتقطُ أجزائي
أضعُ كَف الجبنِ ممزقةٌ على أحشائي
هل هناك من يرُشُّ نعشي أزهاراً؟
هل هناك من يقفُ في صفي بلا تصفيقٍ؟
هل هناك من يعكسُ خمارَ ليْلِنا بلا تلفيقٍ؟
حيث يكون صوتُ الأَعماق ِ
حيث يتحدُ النَّارُ والماءُ
حيث نختارُ الجنةَ والهواءُ
حيث روحُ القدسِ والعظماءُ
حيث العروبةُ والإباءُ
أيُّها الموتُ في حضنِ غزة
سر بي إلى مسرى المصطفى صلى الله عليه وسلم
سر بي إلى ينابيعِ العزَّةِوالشهداءُ
لا تُقايضَ الفُلَّ يوما
لا تَلفظَ اسمي وفي الفؤادِ مُرَاءُ
لا تَجُزَّ صباحَ شوارعي
لا تُكبِّلَ ضحَكاتِ اطفالي
لا تقطِّعَ شراييني
أيها الموتُ في حضن غزة
شبحُ وجودي سيظلُ رفيقَكَ
أشلائي المبعثرةُ ستظلُ رغيفَكَ
سأظلُ في الشجرِ والمطرِ والحجرِ
سأظلُ في عيون العُميِّ نورا
والرضيعِ أملاً
بين دعاء النساءِ فجراً
سأظلُ خوفَكَ إلى حينِ زوالِكَ
وسيظلُ دمي ،وطني حراً
إلى حين الفناء
بقلم إلهام التونسي ✍️ _المغرب_2024/10/28

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى