اعمال ادبيةتوثيقات

الكاتبة عبير جويدة

#الرسالة_الأخيرة .
#عبير_جويدة.
كنا أقرب من أن نبتعد، والآن أصبحنا أبعد من أن نقترب .
متى وكيف حدث ذلك ؟
حدث منذ أن بدأت أشعر أننى أصبحت عبء ثقيل عليك بعد أن كنت أنا الراحة والحب والفرحة.أصبحت تتهرب منى بعد أن كنت تبحث عنى.
والأن تأكدت أننا لم نخلق لبعض لأننا نشبه بعض والشبيهان لا يكتملان ببعض، فلابد من وجود إختلاف بين الإثنين ليكمل كلا منهما الآخر ويعوض ما يفقتده فى شريك حياته.
أنا أعطيتك فوق ما تتمنى وتحلم. أعطيتك العشق بكل ما يشمل من إهتمام وأحتواء ورعاية ونقاء وود وإخلاص . أعطيتك قلب لم ينبض بالحب إلا لك، وجسد لن يمسه سواك.
كنت أخشى عليك من كل ما ومن يحيط بك.
أهتم بك وأرعاك وأوجهك وأنصحك.
أفكر بك ليلا قبل النهار، تشغل بالى حتى وأنت بعيد عنى أتتبعك للإطمئنان عليك أراقبك من بعيد وأستشف حالتك من نبرة صوتك ونظرة عينيك دوما أخشى عليك أن يصيبك مكروه وأنت بعيد عنى ولا أستطيع إنقاذك.
كنت أشعر أنك صغير جدا كأنك طفلى الذى رزقت به بعد طول لهفة وشوق وإنتظار.
استيقظ من نومى فجأة كأنى لمحت طيفك يزونى.
هكذا أحببتك وهذا ما كنت أفعله منذ سكن حبك قلبى. ولكن أيعقل أن تختنق أنت من هذا الحب والإهتمام ؟ وأن يكون كحبل مربوط حول عنقك يشتد ويزيد من خنقك كلما إذداد حبى وأهتمامى؟
إذن المشكلة عندى أنا لأنى أفرطت فى مشاعرى وأعطيتها لمن لا يستحق ولمن ليس أهل ولا مسكنآ لها.
أيضا أنت عندك مشكلة وهى أنك لا تهتم إلا لحالك
ولم تحب إلا نفسك إن كنت أحببتها لأنى أشعر أن قلبك خلق لينبض للعيش فقط ولا يعلم عن الحب شيئا .
ولهذا قررت الرحيل وإعدام حبك بداخلى وسوف أنساك كما ينسى الميت أهله وذويه وهذه رسالتى الأخيرة لك التى سأودعك بها وأودع معك تعبى وحزنى وقلقى وخوفى الدائم من إفتقادك سأفقدك حتى لا يبقى للخوف مكان داخل قلبى الصغير الذى كبر فى حبك عشرات السنين وجع وصمت وآسى.
سأرحل ويرحل معي إزعاجي وسيرحل الحب من حياتك إلى الأبد.
#عبير_جويدة.
#مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى