اعمال ادبيةتوثيقات

الكاتبة رشا شاهين

(هى والبحر ) قصة قصيرة
سحبت كرسيا برفق آملة أن تعيش بانوراما سحرية حالمة على ساحل البحر يعزز الليل غموضها .. بانوراما بطلها الليل والقمر و أنوار تتلألأ على صفحة المياه اللامعة المزينة بزبد أبيض غير منتظم يناغى عينيها كل حين
بعد قليل فكرت أن تداعب البحر قليلا أو يداعبها فسرحت بكرسيها بضع خطوات ف الماء .. بشقاوة سلم البحر على قدميها سلاما مفاجئا فانطلقت ضحكتها الطفولية المرحة تملأ الأرجاء
تركت لخيالها العنان ولعينيها السماح لتملأ روحها بسحر المنظر وتسللت إليها الذكريات …. ذكريات لم تحدث .. صور وحكايات صاغتها جنية البحر والسمر والنجوم . وتشبعت الروح بالأحلام والآمال
اقتربت منها مرافقتها لتكلمها فأسرت لها : فارقينى الآن فأنا فى حلم مع الكون و لا حاجة لى ببشر الآن
لكن فجأة دوى صوت الأغانى الصاخب الذى يصاحب المكان عادة ، فما كان منها إلا أن وضعت سماعات الاذن لتختار لنفسها موسيقى بلا كلمات فهى مناسبة تماما لإكمال حلمها الغير معروف فى تلك الليلة الرائعة
وزعت نظراتها فى كل أرجاء مكانها لتملأ مخزون الرؤية بتناغم الضوء اللامع ألوانا على صفحة ماء زادها الليل غموضا وحكايات
تفقدت الناس من حولها ، كلٌ يلهو فى فلكه الضيق ، لكنها رسمت قصصا خيالية لكل واحد منهم : إحداهن تقاوم زوجها الراغب فى الرحيل وتتشبث بالبقاء أمام البحر ، هناك امرأة أخرى تبدو كبائعات الخضر فى السوق تحوطها أسرتها ، تبدو قوية مخيفة ، هناك الشاب الوسيم ؟ إنه يختلس النظرات إليها … إممم لننتظر ما ستسفر عنه حوارات الأعين الخجلة أمام رونق البحر الداعم لقصص الحب …. مرت اللحظات ثم الساعات
نبهنها مرافقتها .. لقد حان موعد الرحيل فاستمهلتها ساعة أخرى فلا طاقة لها بوداع الآن فأحلامها لم تكتمل بعد !!
ساعة أخرى … تململت المرافقة .. نظرت إليها بنظرات معبرة … بادلتها صديقتنا النظرات الآسفة على انتهاء كل المهلات المتاحة لتلك الليلة التى سيذكرها زمانها كلما ضاق بها الزمان

بقلمى .. #رشاشاهين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى