اعمال ادبيةتوثيقات

الكاتبة حميدة أحمد ش

يقولون عني “معاق”.. وما زالَت الحياة بيني وبينك تتحرك كما الكرة، يسعى كل منّا بها ، أن يصيب الهدف …
ربما لا أسمعك ولا يمكنني أن أرى ملامح وجهك، حتى ولو كنتَ أقرب الناس إليّ.
ولكن لي قلب، دقاته تعمل لسماعك ورؤية ما تراه ، وملامسةمشاعرك التي تتضاعف كلما مررت بجانبك .

أنا مثلك ” إنسان”
لي كما لك من الإحتياجات الخاصة، أحتاج لذلك الحب الذي يُكَمّل نقصي بوجودك أمامي، لتشعرني ولو للحظة أنني مثلك إنسان..
ماالمعاق، إلاّ معاق الخُلق والعقل والضمير .
ليست الحياة كما تراها وأنت تَمْرح بين مروجها وتتسابق فوق ترابها وتتمتع بجمالها حياة جميلة أو رائعة ..
ربما ينقصك هذا الوجود رفقتي ، لتُشعرني بها وأنت تصفها لي وتَحْمِلني إليها بفرح ومحبة .
سنبدو دون شك الأجمل ونحن نراقبها معا !!..
مهما تكن احتياجاتي .
معك أكون مميزا ..
فأنا لا أنتظر منك نظرات عطف وأنت تَمدّ لي يد العون ..
ولا أن تَجُرّني كحقيبة بين يديك لتجتاز بي الطريق ، وكأني متوقف أنتظرك أن تاتي…
أنا بك أتحدى الهزيمة. ومعك أبغي الإصرار . ودونك ليست إعاقتي موتي ، ومعك يكون التحدّي…

أنا دونك لست نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النّسيان .
لي مثلك عقل يفكر وقلب ينبض بالخفقان ..
أستطيع ان أحكي قِصّتي بنفسي… أرويها بفصاحة القلب وطُهر المشاعر وصدق الإحساس كأي إنسان…
فالحب الذي يبقى ، ليس هو الذي لا يموت بل هو الذي يمكن أن يعيش مع إعاقة مدى الحياة.
“تحياتي لكل الذين هم من حولنا يلوحون لنا ولا نراهم ..”
حميدة أحمد ش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى