اعمال ادبيةتوثيقات

الشاعر رضـا الـحـميدي

تُـرثـيكِ خَـواتِـمُنَـا
بقلم رضا ناصر حسن الحميدي
أهداء إلى الروح الراحلة المعذبة شهيدة الإبتسامة

أُجيزَ لَكُمْ مِنْ حُزْني النُظمَ وَالْمَتْنِ فَكُلَ ماقيلَ عَنْ الحُزانَةِ لَيسَتْ كَحُزْني
ذاكَ حُزْنً لَوْ تَجَلْىٰ بِهَيّئَةً لَكانَ بَيتَها الأَحْزانِ وَقَلْبي الخازِنِ

أَنَــوحُ وَقَــدْ لاحَــتْ بِـقُـرّبــي حَـــمامَــةً
أَيـا جـارَةً لَوْ تُـشْرُِِعينَ لي بَـابً مابَـينَ العَـوَالِمِ
لا لِـعِتَابً لِنُـزَيـدَ أِحْـتِسَابٍ مِـنْ عـالَـمٍ لِعـالمِ
جُـعِلْتَ رِحـابً مَـنْ كُـنْتَ رِضـابً لِمَـنْ ظَـمِ
خَـوَاتِـمُنا تـُرثيـكِ

ولأجـل العشرة أرثيك بـِعشرة وأزيدها بمقام لك بـيت
رائـعتــي إلى المعذبين المفارقين الذين مازالوا يملكون رمق حياتي يعتاشون عليه لِذِكْراكَهُمْ الجميلة التي وقعت بمرضاة الله حصرا
لا لأي كان وبدورنا نهديها لمن رحلوا عنا إلى الفردوس الأعلى .

بـقلم رضـا الـحـميـدي

القصيدة المرثية :

كَفَفْتَـكَ الآلامِ كَـفَيّتَنـي للغَـمَ والسَـقَمِ
وَوَدَعْتَـكَ العُـمْرِ وَدَعْتَنـي للهَـمَ والنِـقَمِ
أَجْـرَيّتَكَ الدَمْعِ مَـسالِحً تَسْتَنْزِفَ
المُــهَجِ نَجْيعً لخَافِقٍِ للهَـجَرَ مُكْتَظِمِ
وَهْــــمٌ قَبْلـَكَ الأَيـامِ كـانَتْ مِـنَ العَـدَمِ
وَهْـــنً بـَعْدَكَ اللَيالـي جائَتْـني بِـالأَلـَمِ
ولا أُعْلِمُكَ مَنْ لْي سِواكَ مالـي لا أَراكَ سـائـِلِ
أَحـُلَ مِنـْي طَـيْري وِثاقـَـهُ وَفَـرَ هـائـِمِ
تَمْخَّضَتْ مَـوَاضِـعٍ بـِكَ الـدُنـْيا تــَحْتَضِـرُ
وطَـلْقَـةً بِمَخاضٍ لَـهـا تُـأْتـيكَ دوّنَـي الـعـَدمِ
لـي عـَزاءٌ شـاهِـدً قامَ بينَ الشَـواهـِدِ
يالِـلَوْعَتي بِـتِلْكَ الـيَدَينِ تُواري الحُـلْـمِ
لاحَـرُيرً لانَـعْيـمْ لا وَلاسَكَـنٍ نـُـقْيمْ
بَـعْدَكَ الـقَوافي مِدادَها حُـقْـنٌ مِـنْ دَمِ
لِأَدْمُعـي ذَرّفَـةٍ لَـها تَـميلُ بِـأَطْلالِكَ الأَثَـلِ
وَالوَسَنِ لو لَمْ يَكُنْ ساقِـطٍ لا لـَمْ نَـنَمِ
العَينُ تَأْباهُ مُـتَمَلِكٍ قَلْبـي الحُـزْنَ وَالشَـجَنِ
نَـأْوي لَــدُنْ شـاهِدٍ يا مَنْ لَـكُمُ نَـنْتَمْـي
تَبَعْتَـكَ سِمْوالٍ وَرِفْعَـةً وَظِـلْلالً مـائـِلِ
وَوَهَبْتَكَ صَبيحَـةً وَهَبْتَـنَي سِـرّبْـالً مُـظْلِمِ
ذاكَ الـفَتى بـِرِجْالً تِـلْكَ المُسَجْاةِ بـِنِسْاءَ مِـنَ العَوالِمِ
وَضَـعْتـَكَ كُـلَ الآمالِ ضَيَعْتَنـَي بـِبَسْمَةً وَالخَـواتِـمِ

شِقْفَةً مِنْ بَـدْرً لو تَوارَتْ البَـدرِ مُـعْتِـمِ
فَـكَيفَ لَـنا قَمرً كُـلهُ تَوارى لِمَـهْجَـرٍ وَلانُـظْلَـمِ
مَـظْلَمَـةً مامَُنْصِـفَـةً لَأِن شَكَوْتَها لِجَـبَلً مُـرْصَـفِ
نِـصْـفَهُ مُـتَـصَدِعِ وَنِـصْفً بِـصَخْرِهِ مُـتَلاطِمِ

وَأُرثيكِ
دَومْ الأِبتِساماتِ تُحْيا بِها الناسِ
وَمَبْسمُ ثَغرُكِ بِحَقٍ سَفاحً لَئْيمِ
تَنشُرَ الفَرَحِ مَسرَةً بِكَيفٍ وَأعراسْ
وَمِنكِ البَسمَةَ تَخطِفُكِ بِقَلبٍ مِنها سَقْيمِ

جادت وجاءت القصيدة بكل شاردة وواردة من أعماق الروح المعذبة
فبدأت ب ( كَـفََفْـتَـكَ ) الآلامِ تكون حسب الموقف المراد من الشاعر ان يصيبه بالضبط فَأَكْفَينَكُمٰياها عن طيب خاطر ولم نجعلك تراها لتلك
الآلام وقفنا سدا منيع ان تصل له قبل حدوثها ووقف حائل دون وصولها
وكانت مثل ضربة حظ حضوره بالوقت المناسب مثلا ليحول بين الآلم وبين الحبيب ليمنع الأذى عنه بكل أشكاله ولولاها لكان عذاب وألم عظيم مقيم مثل التصدي لقطاع الطرق ويحول وقوع بنت بالأسر ويمنع وقوع العار على أهلها ومايترتب عليه من الآلام وقد علم أهلها بكل مادار لبنتهم وردها معززة مكرمة ؟

ولو جاءت ب( كَـفَيْـتَـكَ )الآلام لكانت موجودة وقام برفعها عنه
وأن جاءت ( كَـفْـكَـفْتَـكَ ) الآلام لكان معناها زحزحتك من الآلام وأخرجتك منها
ومَعنيْهُما كلتاهما تعنى الآلام كانت موجودة بالفعل .

رضـا الـحـميدي ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى