الشاعر طاهر الذوادي
* * * وطن تقديره هو ! ! ! * * *
يسعل الرصيف المقاهي
يصعّد الصداع الكلام
يتثاءب الليل المنافي
يراقص الفجر طواحين الهواء
و تمشي إلى حيرتها الأيام
أعرني قسوتك أيها الوطن
أعرني نسيانك أيها الدم
و خذ هشاشة الحلم الفضّي
بلا قناع هتكت رايته
على منحدرات الذاكرة
بلا اتساع ضاقت صدفته
يعاقر الغبار … يصارع الفراغ …
و البحر رخو لا يبتلع حيتانه
كومة من الصوف في مهب الشوك
و بكامل وقارنا صفقنا
للضباب
للاثم الذي تكسر على أكتافنا
للجفاف الذي ينز من خوابي جفافنا
للخذلان الذي تكدّس على غربتنا
و نظل نحمل هدايانا و صدورنا العارية للبحر
و البحر رخو لا يبتلع حيتانه
أكره الشمس و لا أحب غير شروقك
و أكره المصابيح
ساعة لا تكون شمعة في دمي
تعال … تعال …
إلى كروم العنب كي نجمع بقايانا
و نصرخ أعلى من أسوارنا
فلقد نادمتني الأقراص المسكنة
تعال إلى منبع الرياح
فالبحر رخو لا يبتلع حيتانه
أكره البحر و لا أحب غير أعاصيرك
و أكره الغرق
ساعة لا أكون شهيدا في عمق عينيك
تعال … تعال …
نعيد مواقد الغضب
و نرمم هياكل السحاب
فالطوفان آت
و الصمت آسن
يا وطن…يا وطن …يا وطن …
فأنت لست هو
و لا أنا أنا
~ طاهر الذوادي ~